اللغة
باب لفتح العلم
مؤلف :
أغوس مجيب ( الثانية الكلية )
العلم هو
شيئ عظيم في حياة الإنسان ولقد أرفع الله درجات لصاحبه كما ذكر في قوله عز وجل :
" يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون
خبير" (المجادلة : 11). ولذلك حث الإسلام على طلب العلم لأن فيه فوائد وفضائل
ومنافع كثيرة لحياة المسلمين خاصة ولجميع الناس عامة. بناء على هذا الأساس العظيم
ينبغى لنا أن نحرص حتى نتحصّل على هذا الهدف. ولقد حثّ رسول الله صلى الله عليه
وسلم كما ذكر في حديثه : " اطلب العلم فريضة على كل المسلمين والمسلمات".
السؤال
كيف نتحصّل على ذلك الهدف العظيم ؟ أو بماذا نتحصّل على ذلك؟ طبعا هناك عدّة من
الأمور حتى تكون وسيلة لوصول على هذا الهدف أحدها "باللغة". فمن سنة
الله إن الله خلق اللسان وجعل به لغة مختلفة ومنتشرة بين المجتمعات في جميع
أنحاءالعالم وينطقون به منذ أن خلق الله آدم حتى عصرنا اليوم مع تطوّراتها
وتنوّعها في القواعد واللهجات واستعمالها في الكتابة والمراسلة والإتّصال وما سوى
ذلك.
والسؤال
الآخر: ماذا عن اللغة, ولماذا ينبغى لنا
أن نستعمل اللغة ؟
اللغة هي
الألفاظ دالة على المعانى والأصوات التي يعبر بها كل قوم عن أغراضهم كما أنها نظام
من الرموز المنطوقة المكتسبة تستخدم به جماعة معيّنة بهدف الإتّصال وتخفيف التعاون
بينهم.(1) وبهذه المهمّة أيضا أضاف الأستاذ الدكتور فرحان السليم : أن اللغة فكر
ناطق, والتفكير لغة صامتة, واللغة هي معجزة الفكر الكبرى, إن اللغة قيمة جوهرية
كبرى في حياة كل أمة فإنها أداة التى تحمل الأفكار, وتنقل المفاهيم فتقيم بذالك
روابط الإتّصال بين أبناء الأمة الواحدة, وبها يتم التقارب والتشابه والإنسجام
بينهم. إن القوالب اللغوية التى توضع فيها الأفكار والصور الكلامية التى تصاغ فيها
المشاعر والعواطف لا تنفصل مطلقا على مضمونها الفكري والعواطفي.
إن اللغة
هي الترسانة الثقافية التى تبنى الأمة وتحمي كيانها. وقال فيلسوف الألمان
"فيخته" : اللغة تجعل من الأمة الناطقة بها متراصا خاضعا لقوانين إنها
الرابطة الحقيقية بين عالم الأجسام وعالم الأذهان.
والآن في
زماننا الحاضر لقد تطوّرت العلوم تطوّرا عريقا بتقدّم التكنولوجيات والإكتشافات
العلمية. فأكرّر السؤال, كيف نتحصّل على ذلك؟ مع أن هذه العلوم كالبيوت لها
الأبواب ولا يمكننا الدخول إلا عن طريق هذه الأبواب. فالخطوة الأولى ينبغى لنا أن
نمرّ أولا بإحدى هذه الأبواب . فاللغة هي الباب من تلك الأبواب. فانظروا إلى دول متقدّمة
في الإكتشافات العلمية مثل دول أوروبية وأمريكية عندهم تطوّرات التكنولوجية
والإكتشافات العلمية وماشابها ذلك. وكيف نتعلّم بهذه العلوم ونحن المحتاجين بها
وجائت من تلك الدول المتطوّرة بهذه التخصّصات ويكتبون بلغتهم.؟ فالجواب مفهوم على
عقولنا ومن المفروض أن نتعلّم هذه اللغات.
إن اللغة
هي أداة لنقل المعرفة والعلم والثقافة والمشاعر والأحاسيس فإن بقدر إتقانها وحسن
إدراك معانيها الفعلية والمجارية يكون وعينا لفعلنا في الواقع والحضارة ولمتابعة
التطوّر العلمي والتكني والأدب وغيره لبقية شعوب العالم.
واللغة
عند العرب – معجزة الله الكبرى- في كتابه المجيد. لقد حمل العرب الإسلام إلى
العالم, وحملوا معه لغة القرآن العربية واستعربت شعوب غرب آسيا وشمال إفريقية
بالإسلام فتركت لغاتها الأولى وآثرت لغة القرآن, أى إن حبّهم للإسلام هو الذي
عرّبهم , فهاجروا دينا إلى دين وتركوا لغة إلى أخرى.
فنحن
المسلمون الذين يتمسّكون بمنهج العظيم هو كتاب الله وسنّة رسوله المصطفى صلى الله
عليه وسلم. وهذان أساسان أسندا بلغة العربية. وأصبحت هذه اللغة جزء من ديننا. كما
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أنه يحب لغة العربية بثلاثة الأمور : لأنه
عربي, والقرآن الكريم بلغة العربية, والكلام أهل الجنة بلغة العربية أيضا. وأضاف
أحد من الصحابة بقوله :" أحرصوا على تعلم اللغة العربية فإنها جزء من
دينكم".
فبهذه
المهمّة ينبغى للمسلمين وخاصة الدارسين في علوم الشريعة الإسلامية أن يفتحوا هذه
العلوم ويدخلوا على بابها وهو اللغة العربية لا غير. حتى يتناولوا على المفاهم
العميقة والمقاصد العريقة في الإسلام.
والخلاصة
الآخيرة في كتابتي أخذا من قول أستاذي الدكتورديدين نور الراشدين قال : "
اللغة حدّ في دنياك ". فإذا عرفت لغة الإندونسيا فقط فيكفيك أن تعيش في تلك
الدولة لكن لو عرفت لغة العربية يمكنك ان تتجوّل في جميع البلدان العربية وإذا
عرفت لغة اللإنجيلزية فيمكنك أن تتجوّل إلى أي مكان من الأماكن في العالم.
والله
أعلم بالصواب
Komentar